تتنافس العديد من الشركات الكبرى على الاستثمار بمبالغ طائلة جدًا في تقنية الميتافيرس؛ لكونها المستقبل الرقمي الذي سيتحكم في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، فتقنية الميتافيرس ستكون مساحة غامرة يتواجد فيها العديد من الأماكن والبيئات والأشياء التي تتخذ هيئة النسخ الرقمية، بينما يكون فيها الأشخاص صور رمزية يتفاعلون مع بعضهم البعض ويتنقلون في تلك المساحة من خلال شبكة الإنترنت.
ومن المتوقع أن تحدث تقنية الميتافيرس نقلة نوعية في صناعة الألعاب اون لاين، خاصة ألعاب الكازينو وألعاب الفيديو التي بات جزءً منها واضحًا اليوم، ولكن يبقى السؤال هنا، ما مدى تأثير تلك التقنية على ألعاب الكازينوهات أون لاين؟
أفضل مواقع المراهنات الرياضية اون لاين - تشرين الأول 2024
- 1 من 2
- next ›
- 1 من 2
- next ›
تأثير الميتافيرس على ألعاب الكازينو أون لاين
لطالما كانت تقنية الميتافيرس تهدف إلى زيادة التفاعل بين الأشخاص في بيئة افتراضية لتوطيد العلاقات الاجتماعية وزيادة التقارب ونشر الثقافات بين المجتمعات، فبكل تأكيد ستتأثر ألعاب الكازينوهات أون لاين بتلك التقنية بشكل كبير، حيث سيكون بإمكان اللاعبين الوصول لأحدث صالات القمار الافتراضية من أي مكان وفي أي زمان لممارسة ألعاب كازينو اون لاين وربح مال حقيقي ، كألعاب البلاك جاك، السلوتس والروليت، وألعاب الحظ، وألعاب الموزع المباشر من خلال شبكة الإنترنت وكأنهم يعيشون تجربة لعب حقيقية مليئة بالمتعة والإثارة بدلًا من ممارسة تلك الألعاب اون لاين باستخدام هواتفهم المحمولة، الأمر الذي يزيد من احتمالية فوزهم بالأموال الحقيقية، حيث ستلعب تقنية الميتافيرس دورًا هامًا في تحسين جودة اللعب في الكازينوهات اون لاين لتضفي على اللاعبين المزيد من المتعة والسرعة في اللعب.
أما فيما يتعلق بالمراهنات الرياضية، فحتمًا سيكون لتقنية الميتافيرس تأثيرًا إيجابيًا من خلال إتاحة الفرصة للمراهنين للتواجد داخل ملعب المباراة بشكل افتراضي؛ لمتابعة الحدث الرياضي لحظة بلحظة وكأنهم حقًا متواجدين فوق أرضية الملعب يتابعون مجريات المباراة بكل تفاصيلها، الأمر الذي سيضفي عليهم متعة المشاهدة للأحداث الرياضية بشكل افتراضي يحاكي الواقع، ويزيد من إحتمالية الفوز برهاناتهم وجني الأموال.
هل تقنية الميتافيرس تشبه العالم الواقعي؟
تقنية الميتافيرس هي عبارة عن تقنية مرتبطة بشبكة الإنترنت تمثل تقنية تكنولوجيا لا مركزية تجمع ما بين شبكة الإنترنت والواقع المعزز والواقع الافتراضي، علمًا بأن الواقع الافتراضي موجود، ولكن على نطاق صغير مقارنة ما سيكون عليه واقع تقنية الميتافيرس الذي ستكون مساحته أوسع بكثير بواسطة شبكة الإنترنت.
حفلات افتراضية داخل لعبة Fortnite
لاقت لعبة Fortinite رواجًا كبيرًا ونجاحًا لم يشهد له مثيل خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بلغ عدد لاعبيها في عام 2020 نحو 351 مليون، كما وقد عمل مطورو اللعبة على توظيف تقنية الميتافيرس ضمن عالمها، لذلك أصبحنا نشهد حفلات افتراضية خاصة وعامة داخل اللعبة، إضافة إلى إمكانية إقامة صداقات جديدة مع الآخرين.
ففي عام 2020، أقام الفنان ترافيس سكوت حفلة افتراضية ضمن لعبة فورتنايت بلغ عدد مشاهديها أكثر من 12 مليون شخص، كما تم تحسين سلسلة موجة الصوت في اللعبة من قبل مطوريها والتي تضم فنانين من جميع بلدان العالم، وقد شارك في تلك السلسلة الفنان المصري محمد حماقي في حفلة استعراضية تضم اغنية ليلة عمر، كما أن شركة سوني اليابانية وشركة ليغو الدانماركية قد استثمرت ما مقداره 2 مليار دولار في لعبة فورتنايت بهدف تطوير تقنية الميتافيرس، بحيث توجه اللعبة لتعزيز النشاط الاجتماعي بشكل عام، الأمر الذي رفع من قيمة الشركة السوقية لتصل لأكثر من 31 مليار دولار أمريكي.
هل ستتحكم تقنية الميتافيرس في العالم؟
بحسب أخر الدراسات المتعلقة بتقنية الميتافيرس، فإن تلك التقنية ستشكل المستقبل الرقمي خلال سنوات قليلة قادمة، حيث سيحل الأفتار مكان الجنس البشري ليتحكم بكل شيء، كما ستعمل الأجهزة الذكية في تلك التقنية على إلغاء الوجود البشري، وقد تجلى ذلك سابقًا في العديد من المجالات، فمثلًا في المطارات، تم الاستغناء عن الأيدي العاملة واستبدالها بالآلة لتؤدي مهامهم بكل دقة وكفاءة، كما أنه سيتم الاستغناء عن الدكاترة والمحامين والمحاسبين، لآن الأفتار سيقوم بمهام البشر بدقة عالية، سيكون بإمكان الطبيب الدخول للعالم الافتراضي على هيئة صورة رمزية للقيام بعملية جراحية لمريض ما في بلد ما، كذلك الحال مع المحاسب الذي سيقوم بأعماله في عالم افتراضي بعملات رقمية، والمحامي سيدافع عن موكله في محكمة افتراضية، وغير ذلك الكثير.
تأثير تقنية الميتافيرس على عالم الإنترنت والتكنولوجيا
منذ أن بدأت جائحة كورونا تنتشر في العالم، فرض على الناس ممارسة أعمالهم من المنزل، وقد تكلل ذلك بالنجاح، كما أن المتاجر الإلكترونية قد أثبتت نجاحها مقارنة بالمتاجر التقليدية في ذلك الوقت، ومن الجلي أن التطبيقات العملية والتقنيات التكنولوجيا باتت تتطور بشكل كبير وسريع، الأمر الذي قد يشير إلى تقنية الميتافيرس ستحدث ثورة تغيير جذرية في العديد من المجالات الحياتية، وسيكون لها تأثير كبير على العديد من التقنيات التكنولوجيا وعالم الإنترنت.
ففي الوقت الحالي، تسعى العديد من شركات التكنولوجيا المرموقة والرائدة في الصناعات التكنولوجية إلى ابتكار نظارات عالم افتراضي ذات أبعاد ثلاثية تدعم شبكات الإنترنت الـ G5 والـ LG5، كنظارات الأوكيولاس كويست2، لتواكب الركب التكنولوجيا المعزز بتقنية الواقع الافتراضي، كما تعمل شركات الإتصال على تطوير تقنيات جديدة لشبكات الإنترنت لتعجل من تعزيز تقنية الميتافيرس وتسرع من دخولها حيذ التنفيذ.
أما على صعيد الألعاب، فقد شهدنا ذلك في ظهور العديد من منصات ألعاب الفيديو التي تحاكي تمامًا ما سيكون عليه مستقبل الألعاب بعد تطبيق تقنية الميتافيرس ولكن بشكل وصورة مختلفة تمامًا عما هي عليه الآن، فما نراه الآن في العديد من ألعاب الفيديو الشهيرة، كلعبة ديسينترلاند، وألترا، وجالا، وماجيك كرافت، وغيرها الكثير، ما هي إلا جزء بسيط من التقنية الجديدة.
الميتافيرس تلقى ترحيبًا كبيرًا
كشف تقرير صادر عن شركة ميتا أن عدد موظفي الشركة في الوقت الحالي بلغ حوالي 10 آلاف موظف في تقنية الميتافيرس، كما أن الشركة قد خصصت نحو 10 مليارات دولار أمريكي للاستثمار في هذه التقنية، ناهيك عن أن هناك تنافس شديد بين كبرى الشركات العالمية، كشركة نفيديا، وآبل، وجوجل، وشركة مايكروسوفت للتحضير للتقنية المستقبلية ومواكبتها، حيث بلغ حجم الاستثمار في هذه التقنية خلال نصف عام فقط نحو 120 مليار دولار أمريكي، بحسب ما صرحت به شركة ماكنزي للاستشارات الإدارية.
تأثير الميتافيرس على التجارة الإلكترونية
سهلت التجارة الإلكترونية على الأفراد أداء أعمالهم بشكل كبير، وقد تجلت أهميتها خاصة جائحة كورونا، ومن المتوقع أن تؤثر تقنية الميتافيرس من مواقع التجارة الإلكترونية وتحويلها من صفحات ويب إلى مراكز تسويق افتراضية بتقنية الأبعاد الثلاثية، حيث من المتوقع أن يدخل المستخدم إلى السوق المركزي الافتراضي بهيئة أفاتار، وسيكون باستقباله موظف مبيعات لإرشاده إلى السلعة التي يرغب بشرائها.
الجدير بالذكر هنا، أن الشراء من الأسواق الافتراضية لا يقتصر فقط على السلع المادية، بل يمكن شراء مقتنيات رقمية تحمل رموز غير قابلة للاستبدال، أو أفلام، أو حتى برامج، ناهيك عن توفير طرق دفع متنوعة منها الدفع بالعملات الرقمية المشفرة.
تأثير الميتافيرس والمؤتمرات الافتراضية
من المحتمل أن يتم تصميم وتنفيذ عدد من المؤتمرات المستقبلية والاجتماعات بتقنية العالم الافتراضي الميتافيرس، بحيث يجتمع رؤساء الشركاء بصور رمزية في قاعات افتراضية، ومن المتوقع أن يتم استخدام تقنية الهولوغرام في المؤتمرات الافتراضية، الأمر الذي قد يؤدي إلى الاستغناء عن النظارات التي تستخدم في الواقع الافتراضي.
الميتافيرس وعلاقتها بالتصميم التشاركي
لربما حان الوقت لتغيير مفهوم التصاميم الحالية للمنتجات لتصبح شيئًا أكثر إبتكارًا وذلك من خلال توظيف تقنية الميتافيرس في هذا المجال، حيث سيتم تخطيط نماذج لصناعات سيارات جديدة وفقًا لتفاعل المجتمع الافتراضي مع التصميم، وبناءً على ردور أفعال المجتيمع يتم الموافقة على التصميم، ناهيك عن المرونة في تعديل التصميم ليتوافق مع احتياجات الناس، وقد توفر تقنية الميتافيرس أيضًا فرص تسويقية أفضل للعروض الترويجية لبيع السلع والمنتجات، ناهيك عن زيادة الوعي لدى مجتمع الميتافيرس بالعلامات التجارية للشركات وعروضها ومسابقاتها.
الميتافيرس والذكاء الاصطناعي
مما لاشك فيه أن الذكاء الاصطناعي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتقنية الميتافيرس من خلال المساهمة في اتمتة الأنشطة التجارية والترفيهية والتعليمية، وذلك من خلال إتاحة روبوت محادثة معززة قادرة على فهم الكلمات وتحليل الصور وقراءة النصوص ومشاهدة مقاطع الفيديو للرد على المتحاورين بغض النظر عن اللغة التي يتحدثون بها، ولكن قد يتطلب ذلك كمية كبيرة من البيانات، وقد يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الصور ثلاثية الأبعاد والرسوميات المتحركة والأعمال الموسيقية والمقالات والقصص في العالم الرقمي.
هل ستدخل الميتافيرس لمراكز التدريب؟
بكل تأكيد ستندمج تقنية الميتافيرس في مجالات الحياة المختلفة، حيث ستتيح تلك التقنية للمستخدمين نماذج تدريب قد يستحيل تطبيقها على أرض الواقع بسبب تكلفتها العالية، ومن خلال الميتافيرس، سيكون بإمكان المدربين التنقل في العالم الافتراضي كأنهم يتنقلون في قاعات التدريب التقليدية بشكل كامل، ناهيك عن توفير التقنية لكافة المعدات والتقنيات التي يحتاج لها المدربين والمتدربين في مراكز التدريب، وستساهم التقنية أيضًا بتسجيل جيمع الدورات التدريبية بالصورة والصوت.
مستقبل تقنية الميتافيرس
بحسب الدراسة التي أجرتها المؤسسة البحثية غارتنز، تبين أن ربع مستخدمي شبكة الإنترنت سيقضون ساعة في التسوق والتعلم وأداء الأنشطة الاجتماعية في تقنية الميتافيرس بعد 4 أعوام فقط، ومن المتوقع أن يشارك نحو 30% من الشركات في تلك التقنية لعرض منتجاتهم وخدماتهم في العالم الافتراضي؛ وذلك لإرتفاع معدل فرص التواصل والتعاون داخل المجتمع الافتراضي، الأمر الذي قد يؤثر إيجابيًا على إنجار العمل، ناهيك عن أن المؤسسات لن تحتاج إلى بنى تحتية لأداء أعمالها، حيث ستتولي تقنية الميتافيرس مهمة العمل في مكاتب افتراضية داخل التقنية.
عالم تقنية الميتافيرس يحمل إنجازات عديدة سيكون لها أثار إيجابية في جميع مجالات الحياة، لكن هل ستكون نظارات الواقع الافتراضي أمرًا حتمي على مجتمع الميتافيرس؟ أما سيتم دعم مجالات أخرى بتقنية الميتافيرس في المستقبل بتقنية غرفة الهولوديك التي لا تحتاج لنظارات الواقع الافتراضي؟
بحسب ما صرح به المدير التنفيذي لشركة فيس بوك، قال أن المستقبل يحمل في طياته الكثير، فبدلًا من التواصل مع الآخرين بمكالمة هاتفية، سيكون بالإمكان الجلوس مع من تريد التواصل معه على شكل صورة هولوغرافية ذات أبعاد ثلاثية.
ختامًا:
ما زالت تقنية الميتافيرس في الوقت الحالي في مراحل طورها الأولى، ولكن في حال تم تنفيذها بشكل واسع، سنشهد صراعًا كبيرًا بين الشركات التكنولوجيا المرموقة؛ ليكون لها بصمة في تلك التقنية، خاصة وأن العديد من الشركات باتت تستثمر أمولًا طائلة في تقنية الميتافرس؛ لكونها مستقبل عمل الشركات والتكنولوجيا الرقمية خلال السنوات القليلة القادمة.