لعبة البطاقات هي لعبة من أجل المتعة أو لعب القمار (أو كليهما) وتلعب برزمة واحدة من البطاقات أو أكثر. وتستفيد الألعاب التي تستخدم بطاقات اللعب من أن البطاقات يمكن تحديدها بشكل فردي ويستخدم وجه واحد لها فقط، بحيث لا يعرف كل لاعب إلا البطاقات التي في يده فقط ولا يعرف قيم البطاقات التي مع الآخرين.
غالبًا ما توصف العاب البطاقات بألعاب الحظ أو "المعلومات الناقصة"، فهي لهذا السبب تختلف عن الألعاب الاستراتيجية أو ذات "المعلومات الكاملة"، حيث يكون الوضع الحالي واضحًا بالكامل لكل من كان منخرطًا في اللعب خلال اللعبة. وهذه الخصائص غير كافية. فعلى سبيل المثال، في لعبة الطاولة وهي لعبة الزهر يكون وضع البداية محددًا ومتساويًا، وجميع الحركات المتتالية معروفة بالكامل لكلا اللاعبين. ويعد عدم القدرة على التنبؤ بتدحرج الزهر في المستقبل هو ما يشكل النقص في المعلومات الخاص بهذه اللعبة. لذلك فإن العاب الزهر هي العاب المعلومات المستقبلية الناقصة لأن أي مهارة استراتيجية يجب أن تكون على أساس تقييم الأحداث المستقبلية، وبشكل رئيسي من خلال نظرية الاحتمالات الرياضية. وعلى النقيض فإن عنصر الحظ أو الفرصة في العاب البطاقات هو نتيجة خلط البطاقات قبل اللعب حتى يتم توزيعها مبدئيًا بشكل عشوائي. بعد ذلك يتشكل اللعب الماهر من تحديد توزيع البطاقات من خلال الملاحظة، والتي قد تتضمن قرارات اللاعب في اللعب، والبطاقات التي تم استبعادها، وحيل اللعب. وعليه فإن العاب البطاقات هي العاب "المعلومات سابقة ناقصة" أو معلومات متنامية وهذا ليس للتأكيد على أن جميع العاب البطاقات فكرية أو حتى تتطلب مهارة كبيرة. حتى أن هناك العاب بطاقات حيث يتم اللعب بجميع البطاقات ووجهها لأعلى لاسيما الأنواع المختلفة من لعبة سوليتير (Soliraire)، مما يجعلها العاب كاملة المعلومات.
تشير الدلائل الجوهرية إلى أنه من المرجح أن لعبة البطاقات بدون أي ورق خاص أو ورق رابح إلى جانب بطاقات اللعب قد وصلت إلى أوروبا في القرن الرابع عشر عبر العالم الإسلامي. إن اللعبة الأولى المعروفة باسم كارنوفيل Karnöffel، والتي كانت تُلعب منذ عام 1428 في ألمانيا كانوا يلعبونها بطريقة أنه على الرغم من أن بطاقات معينة من الورق يتم اختيارها عشوائياً إلا أنها كانت تمتلك قوى بدرجات متفاوتة من تفوق القيمة. كانت الورقة الرابحة اختراع أوروبي (لعبة التاروت) باعتبارها كانت فكرة لاحقة للرهان لاختيار ورقة رابحة (لعبة أومبير Ombre). قد تكون العاب المقامرة من نوع كاونت بوينت أو لعبة البلاك جاك المعروفة منذ القرن الخامس عشر مستمدة من العاب الزهر لأنها تتجاهل أي تمييز بين البطاقات. وعرفت العاب المقامرة من نوع المنافسة أو البوكر منذ القرن السادس عشر، سهلة للغاية فهي سلف لعبة البطاقات الكريبج (Cribbage). العديد من الألعاب التي تسمى ألعاب الأطفال، مثل جاري المتسول والخادمة العجوز (Old maid)، مستمدة من الألعاب القديمة للشرب والقمار. بينما وصلت عائلات أخرى من الألعاب وخاصة الألعاب غير الورقية إلى أوروبا من الشرق الأقصى وخاصة من الصين وتشمل عائلة كازينو (القرن 17)، وعائلة لعبة الريمية (Rummy) (القرن 19)، والتي ربما قد انحدرت من لعبة الماجونج (Mah-jongg)، وعائلة الرئيس (القرن العشرين).
تأتي شعبية البطاقات كخامات العاب من تركيبة فريدة من الخصائص:
تتعلق بعض هذه الميزات بإمكانية لعب القمار ببطاقات اللعب، ولكن النظرة الثابتة للبطاقات باعتبارها لعبة مقامرة المقامرة بالية ومضللة. إن اللعبة التي جوهرها المقامرة هي لعبة لا يمكن أن يسيطر اللاعبون على نتائجها، لذلك تكمن الإثارة المحتملة الوحيدة في التشويق أو التوتر من الفوز أو خسارة المال. ويمكن بالطبع لعب أي لعبة مقابل المال لكن بعض الألعاب تقدم مكافآت ذهنية كافية للحفاظ على اهتمام اللاعبين بدلاً من أي حافز مالي وهذه الألعاب مثل الجسر أو الشطرنج.
إن أغلب ألعاب البطاقات الغربية هي ألعاب خداع يلعب كل لاعب في دوره ورقة على الطاولة وأي لاعب يلعب أفضل ورقة يفوز بجميع الورق. تؤلف هذه البطاقات بطاقات خدعة (التريك) التي يضعها الفائز وجهها لأسفل في كومة قبل لعب البطاقة الأولى في المجموعة الثانية من بطاقات التريك. عادةً ما تكون أفضل بطاقة هي البطاقة الأعلى رتبة في نفس رزمة البطاقات مثل بطاقة اللعبة الأولى، أي أنها نفس البطاقة التي لعبت بها الورقة (اللعبة) الأولى. وأي شخص قد أخفق في متابعة بطاقة اللعبة الأولى لن يفوز بغض النظر عن ارتفاع قيمة البطاقة. إن الفوز ببطاقات "التريك" مربح بشكل مضاعف لأن اللاعب الذي يفوز ببطاقات التريك ليس فقط يحصل على مكاسب مادية ولكنه يختار أيضًا الصفات المميزة لبطاقة أول رهان. واللاعب الذي يضع الصفات المميزة لبطاقة الرهان والتي لا يستطيع أن يتبعها أحد (لأنه لا يوجد شخص آخر لديه أي أوراق من تلك الدعوى على اليسار) يفوز هو ببطاقات التريك بغض النظر عن رتبة البطاقة.
ربما تختلف لعبة التريك بطرق عديدة. الأهم هو من خلال عملية تصنيف واحدة من الأربعة أشكال (سبيت، الديناري، الهارت، السباتي) كشكل لبطاقة رابحة بشكل خاص ومتفوقة في قوتها على باقي الثلاثة أشكال الأخرى. وبشكل عام فهذا يُمكّن اللاعب الذي كان خارج أي شكل تم اختياره كشكل لبطاقة رابحة بإجراء ما يُعرف باسم ترامبنج ( اللعب بالورقة الرابحة) أو الرافينج ruffing، والذي سيفوز بأي بطاقات الأشكال الرابحة.
يمكن تقسيم العاب بطاقات التريك على النحو التالي:
تشمل الألعاب التي تعتمد على المبادئ بخلاف تريك تيكنج:
من المفترض بشكل كبير أن كل لعبة ورق لديها قواعدها الرسمية التي تحدد الطريقة الصحيحة الوحيدة للعب. مثلما نقول أن هناك شكلًا واحدًا صحيحًا للغة وأن جميع اللهجات غير صحيحة. في الواقع، فإن الغالبية العظمى من العاب البطاقات هي عبارة عن العاب شعبية مشهورة. ومثل اللهجات تختلف من منطقة إلى أخرى وأحيانًا تختلف من قرية إلى أخرى، وقد تتغير بمرور الوقت وتكون في حالة تطور مستمر، برغم ذلك فإن بعض العاب البطاقات تقاوم التغيير بطبيعتها - ومن الأمثلة البارزة على ذلك الكاريبج cribbage التي بالكاد قد تغيرت في 400 سنة.
تكتسب الألعاب قواعد رسمية فقط عندما تصبح شعبية بما يكفي لأن تُلعب في الأندية والبطولات التي تجذب اللاعبين من مناطق مختلفة على نطاق واسع. ثم يصبح من الضروري بعد ذلك ضمان أن يتبع المنافسون من المناطق ذات "اللهجات" المختلفة مجموعة من القواعد المجهزة مسبقًا بدلاً من الاضطرار إلى التفاوض على كل لعبة أثناء لعبها. في حالة الإبقاء على القواعد الرسمية يجب أن تؤخذ على أنها قواعد رسمية لهيئة إدارية بعينها وليست قواعد اللعبة نفسها.
تعد بريدج Bridge واحدة من الألعاب القليلة التي يتم اتباع قواعدها الرسمية عالميًا، كما أعلن الاتحاد العالمي للبريدج. والأكثر شيوعًا هو تواجد قواعد رسمية إلى جانب القواعد المحلية. البوكر على سبيل المثال له قواعد متفق عليها في الكازينوهات والبطولات الدولية، لكن في جميع أنحاء العالم ما زالت تلعب محلياً بآلاف الاختلافات، بعضها محلي وفريد ومؤقت، كما في لعبة اختيار الموزع.
غالبًا ما تُنسب القواعد الرسمية إلى سلطة وهمية تسمى هويل Hoyle. ويستمد هذا الاسم من معلم اللغة الإنجليزية إدموند هويل الذي لاقى ما كتبه بعنوان "معاهدة قصيرة " حول لعبة (ويست Whist 1742) نجاحًا يكفي للحصول منها على عواقب في ألعاب شعبية أخرى في عصره (بعضها بعيد عن المرجعية). أدى نجاحه أيضًا إلى أن معاصريه قد سرقوا أعماله حتى وصل الأمر أنهم ألصقوا اسمه بأي مجموعة قواعد لعبة بصرف النظر عن من كتبهم ومهما كانت سلطتهم -وهي ممارسة مستمرة في الولايات المتحدة ولكن لا تحدث في بلد هويل الأصلي، حيث يعتبر اسمه قديم الطراز ولا علاقة له بالموضوع. ما يعنيه معظم الناس بـ "القواعد الرسمية" هو توصيف واضح لكيفية لعب لعبة معينة -وتتابع الأنشطة التي تعرف وتميز إحدى الألعاب عن الأخرى. ويجب تمييز مثل هذه القواعد المحددة عن القواعد الإجرائية التي تحكم التصحيحات وعقوبات الأخطاء وخرق الآداب والي تعتبر المكون الأكبر من أي مجموعة قواعد للبطولة، ومن القواعد الاستراتيجية التي صُممت لتكون مفيدة وليست إجبارية. وعلى ضوء هذه الفروق، ربما يكون من المفارقات أن هويل نفسه Hoyle لم يكتب وصفًا واضحًا لكيفية لعب أي لعبة بعينها. ولأنه من المسلم به أن الجميع يعرفون بالفعل القواعد المحددة للعبة، فقد كان لديه اهتمام فقط في وضع أطار لإستراتيجية لعبها بشكل جيد وتجميع جداول احتمالات المقامرة -للمتفرجين وكذلك للاعبين.
لا تكون آخر من يعلم عن أحدث المكافآت أو إطلاق الكازينو الجديد أو العروض الترويجية الحصرية. انضم إلينا اليوم!
من خلال التسجيل، فإنك تؤكد أنك قرأت وقبلت شروطنا المحدثة.